كيفية قضاء الصلاة الفائتة

كيفية قضاء الصلاة الفائتة

الصلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، فهي تأتي بعد ركن الشهادتين وهي عمود الدين، والتي تفرق بين المسلم والكافر حيث قال رسول الله ﷺ عن حكم تارك الصلاة عمدًا (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)، وفي رواية أخرى كان أصحاب رسول الله ﷺ لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، وبما أن الصلاة بتلك المكانة، ولا يجوز تركها، فأصبح من الملزم على كل مسلم بالغ عاقل أن يقضي ما عليه من صلاة فائتة، وأداؤها على أوقاتها، وفي السطور المقبلة نوضح تفصيليًا كيفية قضاء الصلاة الفائتة، ومعرفة هل يغفر الله الصلوات الفائتة؟

كيفية قضاء الصلاة الفائتة

وجود العقل والبلوغ شرطان أساسيين لإتمام الصلاة، وإن أصح القول الصلاة على وقتها، لأنه كما قال العلماء أن أينما وجد العقل وجد التكليف، وكذلك إذا ذهب العقل والإدراك ذهب معه عدم التكليف، فلا يجوز على الإطلاق تأخير الصلاة عن وقتها، وقد حرص أهل العلم على إيضاح عقاب من يتعمد ترك الصلاة حتى يفوت وقتها من غير عذر.

  • قال رسول الله ﷺ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله). أي نقص أهله وماله.
  • وفي رواية أخرى قال رسول الله ﷺ (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)، أي بطل عمله.
  • ولقد ذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها.
  • روى عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ من نام عن وتره أو نسيه فلصله إذا ذكره.
  • أما فيما ذكر عن وقت قضاء الصلاة الفائتة فقط ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها، فإن الله يقول أقم الصلاة لذكري.

ولقد ذكر عن الأعذار المسقطة للصلاة في وقتها، والتي تسقط أيضًا قضاءها، والتي جاءت كالآتي:

  • الكفر.
  • الإغماء.
  • الجنون.
  • الحيض والنفاس.
  • فقدُ الطهورين.

كيفية قضاء الصلاة الفائتة مع الحاضرة

يحرم تأخير قضاء الصلاة الفائتة بل يجب أداؤها على الفور، ولقد نوه الفقهاء أنه يجب أداء الصلاة ليس متعجلًا ولا مسرعًا ولا منشغلًا بأي أمرًا من أمور الدنيا، ويتم قضاء الصلاة في جميع الأوقات حتى وإن كان وقت نهي أو كراهة، لأن هذه الأحكام ليست لها علاقة بالنافلة بل الفرض فقط، حيث لا يجوز لمن عليه صلاة فائتة أن يقضيها لإبراء ذمته، أما عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة فهذا ما وضحه العلماء والفقهاء:

  • يتم قضاء الصلاة على الصفة التي كانت عليها وقت فوات وقتها، فإذا كان مسافر وقد فاتته صلاة العصر التي كان يجوز فيها قصر الصلاة على ركعتين، وعندما يرجع إلى بلده يجب عليه صلاة ركعتين قصرًا أيضًا لأنها قضاء وليس أربعة ركعات.
  • علمًا بأنه يتم أداء الصلاة النهارية سرية حتى وإن قضاها في الليل سرية، وكذلك أيضًا إذا كانت الصلاة الفائتة جهرية في النهار لابد أن تكون جهرية.
  • يجب مراعاة ترتيب بين الصلاة الفائتة والصلاة الحاضرة، علمًا بأنه يسقط وجوب الترتيب في بعض الحالات مثل ضيق وقت الصلاة الحاضرة، والجهل، والنسيان، وفي حال خشية فوات وقت صلاة الجمعة.
  • أما حكم من ذكر الصلاة الفائتة وهو يصلي فقد ذكر العلماء أنه يمكن إتمام الصلاة الحاضرة، وإتمام الحاضرة ثم قضاء الصلاة الفائتة.
  • إذا كانت الصلاة الفائتة هي صلاة الجمعة، يتم صلاها ظهرًا أربعة ركعات، وهذا الذي اجمع عليه جميع الأئمة، كما قالوا المالكية، من أدرك من الجمعة ركعة، فإن أدرك دونها صلى ظهرًا.

ذكر عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة

أما فيما ذكر عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة مع الحاضرة، وحكم ترتيب الصلاتين الحاضرتين، فقد شرح العلماء أيضًا هذا الأمر كالآتي:

  • أولًا الصلاة الحاضرة هي التي لم يخرج وقتها، يجب على المصلى أداؤها في وقتها، فلو أتى عليه العصر وهم لم يكن أدى صلاة الظهر، وكان لديه وقتًا يمكن من خلاله أداء الظهر، بطلات صلاة العصر له عندما يتذكر أنه لم يصلى الظهر.
  • وفي تلك الحالة لابد أولًا أن يصلي الصلاة الفائتة ثم يصلي بعدها العصر مباشرةً، وهذا هو محل اتفاق الفقهاء، أي تبطل الصلاة الحاضرة عندما يتم تذكر الصلاة الفائتة.
  • وفي رواية أخرى لأحد المذاهب أن الصلاة لا تبطل إلا إن تذكر قبل تكبيرة الإحرام للصلاة، وبهذا فإن الآراء أجمعت على بطلان الصلاة الثانية.
  • ولكن إذا لم يكن هناك متسعًا من الوقت يمكن فيه قضاء الصلاة الفائتة، ولا يسع فيه أداء كلًا من الصلاة الفائتة والحاضرة، هنا يجب صلاة العصر أولًا ولن تكون باطلة، حتى وإن خرج وقت الظهر، ثم يتم قضاء صلاة الظهر بعدها مباشرةً.
  • وإذا تم تذكر الصلاة الفائتة (الظهر أو المغرب) وتذكرها، بعد أداء صلاة العصر أو العشاء، لن تكون أي صلاة منهما باطلة، ولكن يستحب أن يتم إعادة الصلاة بعد الصلاة الأولى الفائتة أي الظهر بعد العصر، والمغرب مع العشاء.
  • أما عن قضاء الصلاة الفائتة إذا كانت صلاة الصبح فيجب أن تصلي قبل الظهر والعصر.

هل يغفر الله الصلوات الفائتة

هل يغفر الله الصلوات الفائتة، ترك الصلاة من غير عذر شرعي أعظم الذنوب، ومن أكبر الكبائر، وأعظم من إثم قتل النفس، وسلب الأموال بغير حق، إثم الزنا، ولكن إذا فاتت صلاة بسبب أمر خارج عن إرادة الإنسان مثل النوم، النسيان، الإغماء، المرض، وقوع حادث، واستمر المانع حتى فات وقت الصلاة، يجب قضاء الصلاة الفائتة بسرعة.

أسهل طريقة لقضاء الصلوات الفائتة

قد ينسى البعض ما هي صفة الصلاة الفائتة له، وما إن كانت نهارية سرية أو ليلة جهرية، وفي تلك الحالة، يجب على المصلي صلاة الصلوات الخمس كلها، على أن يبدأ بأداء صلاة الظهر، ثم يختم بصلاة الصبح، وفي حال إن جهل المصلي عينها، ولكنها كانت نهارية عليه أن يصلي صلاة الصبح والظهر والعصر معًا، أما إذا كانت الصلاة ليلية جهرية يجب أداء صلاة المغرب والعشاء معًا وهذا حتى يبرأ المصلي ذمته.

من ترك الصلاة عدة سنوات هل يقضيها

التوبة إلى الله هي مفتاح كل شيء، وبسؤال أهل العلم والفقهاء عن حال من ترك الصلاة عدة سنوات هل يقضيها؟ أم لا، لذا يجب معرفة أن المرأة التي تحيض أو إن كانت بفترة النفاس لا يلزمها قضاء الصلاة، ولكن يجب عليها قضاء الصوم.

أما جمهور العلماء والفقهاء اتفقوا على أن الصلاة التي تم تركها كسلًا فيجب قضاء الصلاة الفائتة، وبالطبع بعد سنوات قد لا يستطيع الإنسان معرفة عدد الصلوات والركعات التي يجب قضائها، فقالوا يجب الاجتهاد في تقديرها، ثم قضاؤها مع الصلاة الحاضرة كل يوم.

وفي حديث آخر للعلماء قيل إن من ترك الصلاة كسلًا، لا يشرع له قضاؤها ولكن يجب الإسراع في التوبة إلى الله، وزيادة النوافل، مع الحرص على عدم ترك الصلاة الحاضرة، لأنه يجب من فاتته صلاة أو عدد صلوات كثيرة أن يؤديها وقتما يتذكرها ويكفي أن يصلي قضاء واحدة فائتة مع صلاة واحدة حاضرة.