كم عدد الأنبياء والرسل

كم عدد الأنبياء والرسل

الإيمان بالرسل والأنبياء إجمالًا من أركان الإيمان، أي لا يصح إيمان المسلم إلا بأن يؤمن بكل ما أنزل الله من أنبياء ورسل فقد ذكر الله تعالى﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾، وعند التحدث عن عدد الأنبياء والرسل يجب الاستناد على الأدلة الصحيحة الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة، وفي القرآن الكريم، ولقد أرجح العلماء والفقهاء أنه بدلًا من الاهتمام بعرفة كم عدد الأنبياء والرسل، لابد من الاهتمام بمعرفة من هم الرسل، والفرق بين الأنبياء والرسل، وعدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن.

كم عدد الأنبياء والرسل

ذكر عن النبي ﷺ أنه بين عدد الأنبياء في حديث له جملة، وقد رواه الإمام أحمد عن أبي ذ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال (ثلاثمائة وبضعة عشر جمًا غفيرًا)، وفي رواية أخرى قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم وفاء عدد الأنبياء؟ قال (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمًا غفيرًا).

وفي حديث آخر عن الرسول عما ورد في عدد الأنبياء والرسل أن عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألف نبي، أما عن عدد الرسل فهم ثلاثمائة وبضعة عشر رسول، وهذا يؤكد على وجود.

الفرق بين الأنبياء والرسل

وعلى ذكر عدد الأنبياء والرسل يجب معرفة أنه يوجد من الأنبياء والرسل من لم يقصصهم الله علينا، أي لا نعلم أسماءهم ولا نعلم الرسائل التي تم تحميلهم إياها، وهذا ما أثبت في كتاب الله عز وجل في سورة النساء الآية 164﴿ ورسلًا قد قصصناهم عليك من قبل، ورسلًا لم نقصصهم عليك ﴾.

والآية رقم 78 في سورة غافر﴿ ولقد أرسلنا رسلًا من قبلك، منهم من قصصنا عليك، ومنهم من لم نقصص عليك ﴾، وهؤلاء أيضًا لا يجوز أن نكذب بهم، فيجب أيضًا نؤمن بهم إن كانوا رسلًا وأنبياء لا نعلم عنهم شيئًا.

كم عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن

ذكر أن عدد الرسل والأنبياء في القرآن 25 نبيًا ورسولًا، تم ورد منها فقط ثمانية عشر في سورة الأنعام من الآية رقم 83 – 86﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم، ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا نوحًا هدينا من قبل ومن ذريته داوود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، كلُ من الصالحين، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوطًا، وكلًا فضلنا على العالمين ﴾.

ويزيد على هذا العدد سيدنا ﷴ ﷺ، وسيدنا آدم عليه السلام، هود، صالح، شعيب، ذو الكفل، شعيب، إدريس، ولقد اختلف العلماء على إضافة الخضر ضمن الأنبياء والرسل الذين ذكروا في القرآن الكريم، ولكنهم رجحوا على تصنيفه ما إن كان رجلًا صالحًا أو نبي، هذا بالإضافة إلى ذكر أولاد يعقوب الذين لم يذكروا أسمائهم إلا يوسف فقط.

تفاصيل الفرق بين الأنبياء والرسل

أكد الفقهاء على وجود فرق جوهري بين الأنبياء والرسل حسب ما ورد في كتاب الله في سورة الحج الآية رقم 52﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾، أي أن الرسول يزيد على النبي بأنه محملًا برسالة مثلما قال الله على ذكر سيدنا موسى في سورة مريم رقم 51 ﴿ واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولًا نبيًا ﴾.

وكما أوضح العلماء أن الرسول من يوحى إليه بشرع أمرًا ما يجب عليه تبليغه، أما النبي أوحى إليه ولكن لم يؤمر بالتبليغ بأي رسالة، وهذا ما يوضح أن ليس كل رسول نبي، وبالطبع ليس كل نبي رسول، وفي القول الثالث أن الرسول أوحى إليه بأمر مشرع جديدًا، ولكن النبي بُعث لتقرير أمر قد تم التشريع به من قبل.

وهذا ما يثبت أنه حتى وإن كان فرق بين الأنبياء والرسل فهذا يؤكد على عدم الكفر برسول واحد لأن هذا يؤدي بكفر جميع الرسل كما ذكر الله تعالى﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾،﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾،﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، أي إذا كذبت أمة رسولًا واحد يُعد بمثابة تكذيب لجميع الرسل كلهم.

لأن كل الرسل موكلين برسالة واحدة فقط، ويدعون لدين واحد فقط، وبالطبع من قام بإرسالهم واحد أيضًا، ولهذا نجد أن النبي ﷺ مدح الذين أمنوا بما أنزل الله من الرسل لأنه لم يفرقوا بين الأنبياء والرسل، وعن أجرهم العظيم عند الله﴿ والذين آمنوا بالله ورسله، ولم يفرقوا بين أحد منهم، أولئك سوف يؤتيهم أجورهم، وكان الله غفورًا رحيمًا ﴾.

 عدد الأنبياء والرسل و معجزاتهم

حتى وإن لم يستند بالأدلة الصحيحة على عدد الأنبياء والرسل الصحيح بشكل محدد، إلا أن ما زالت الآيات والمعجزات التي وهبها الله لرسله وأنبيائه هي من الأدلة الواضحة على توكيلهم برسالة وآيات والتي تأتي ضمن ثلاثة أمور (القدرة، العلم، الغنى) مثل:

  • إخبار سيدنا عيسى لقومه بالمغيبات التي حدثت بالسابق.
  • آية نبي الله صالح وإخراج الناقة من الصخرة.
  • معجزة سيدنا إبراهيم عندما حرقوه.
  • عندما أعطى الله نبيه موسى عليه السلام تسع آيات بينات، وتحويل العصا إلى أفعى.
  • عصمة سيدنا محمد ﷺ من الناس وحمايته.
  • معجزات سيدنا عيسى عليه السلام فقد كان يستطيع صنع ما يشبه الطيور من الطين ثم ينفخ به بإذن الله فيصبح طيرًا.

عدد الرسل من النساء

شرح الفقهاء والعلماء أن الله مَنّ على بعض النساء بالنبوة ومنهم الفقيه أبو الحسن الأشعري، وابن حزم والقرطبي، فالجميع اتفق على نبوة مريم عليها السلام، وحواء، سارة، أم موسى، السيدة هاجر، وآسيا امرأة فرعون.

لأن هؤلاء النسوة ذكرهم الله في كتابه العزيز الحكيم، وذكر جزاهم عند الله، ولقد ذكروا الفقهاء أن الرسالة قد تكون للرجال، ولكن النبوة يمكن أن تكون للنساء لأن النبوة تكون قاصرة فقط على صاحبها يجب عليه العمل بها، ولا يقع عليه أدنى مسئولية لإبلاغها للآخرين.

ولقد أرجح هؤلاء العلماء بأن الله أوحى لهؤلاء النسوة كما ذكر في الآية 7 من سورة القصص﴿ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾، والسيدة مريم أيضًا أرسل الله إليها جبريل وخاطبها﴿ فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا ﴾.

كما ذكر في كتاب الله أن الملائكة خاطبتها قائلة﴿ يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك، واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ﴾، لهذا استند الإمام أبو الحسن الأشعري في حديثه أن كل من جاءه ملك من الله بحكم أمر أو إنهاء عن فعل أو إعلامه أمرًا ما فهو نبي، وهذا ما تحقق في السيدة مريم وأم موسى عليهما السلام، واستدل في هذا الأمر بكلمة (واصطفاك على نساء العالمين) وفي حديث عن الرسول ﷺ (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسيا امرأة فرعون).