قصة يأجوج ومأجوج

قصة يأجوج ومأجوج

قصة يأجوج ومأجوج من القصص التي يبحث عنها الكثيرين لمعرفة من هم يأجوج ومأجوج، ما هي صفاتهم، وهل سيخرجون ويهلكون، هذا بالإضافة لمعرفة كيف يموت قوم يأجوج ومأجوج، كل تلك الأسئلة التي تدور في مخيلة الجميع عند ذكر أسماءهم، مما يدفعهم للبحث عن إجابة صحيحة شافية من العلماء والفقهاء كما ورد في القرآن، حتى يضعوا أيديهم على أهم الركائز الأساسية التي تعطي الملامح الأساسية لهؤلاء ويتم سرد قصتهم باختصار.

قصة يأجوج ومأجوج

معرفة من هم قوم يأجوج ومأجوج الركيزة الأولى والأساسية في تلك القصة، فهم قوم موجودين من قديم الزمن، ورد ذكرهم في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، ودومًا ما يأتي ذكر قصة يأجوج ومأجوج بالقوة، الجبروت، الكثرة، وأيضًا يرتبط ظهورهم بأنه ضمن علامات يوم القيامة الكبرى، بأنهم سيسعون في الأرض فسادًا وجبروتًا.

وكما وضحنا من هم قوم يأجوج ومأجوج يجب معرفة من هو ذي القرنين بطل هذه القصة، البطل الذي جاب الأرض من مشارقها ومغاربها، وكان ملكًا مثالًا للعدل، الحكمة، حتى أنه من شدة صفاته كان يقال إنه (نبي من أنبياء الله)، فقد ولى (الخضر عليه السلام)، المقدمة في جيوشه، ويشارك في الكثير من الأمور.

أسلم ذي القرنين بعد أتباع سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقيل إنه تم تسميته بهذا الأمر بسبب أنه امتلك قرني الشمس من المشرق حتى المغرب، كما أن ذكر في القرآن الكريم بفضل سيرته الطيبة، وعدله، ومحاربته للفساد حتى يكون قدوة للملوك ويتخذون حذوه، كما أنه بنى حضارة أساسها الإيمان، العدل، العلم، وحرص دومًا على غرس التربية الصالحة الدينية في نفوس جنوده، لذا هو شريكًا أساسيًا في قصة يأجوج ومأجوج.

قصة يأجوج ومأجوج مختصرة

أما عما ورد في قصة يأجوج ومأجوج كما سرد العلماء والفقهاء فقيل عنهم أنهم كانوا قوم ذو فساد، طغيان، يمارسون كل أشكال الجبروت على الناس، ونظرًا لأنهم كانوا كثيرين وأيضًا أقوياء للغاية، كان لا يستطيعوا الناس مجابهتها، حتى أنه وصل إلى مسامع الملك ذي القرنين بطش هذا القوم، كما اشتكى أيضًا الناس ما يقعون فيه من طغيان، وفساد وجبروت هؤلاء القوم، وكان في هذا الوقت كان مكان قوم يأجوج ومأجوج بين السدين.

وعندما ذهب الناس للملك الصالح ذي القرنين حتى يشتكوا منهم طالبوه بأن يبني لهم سدًا لكل يحتموا به منهم، ولا يفصل بينهما، وبالفعل قام ببناء سد مصنوعًا من الحديد، ثم أذاب عليه النحاس، وحتى ظهر السد بين الجبلين ليمنع خروج يأجوج ومأجوج من مكانهم.

وعلى ذكر قصة يأجوج ومأجوج قال سيدنا محمد ﷺ أنهم مازالوا محتجزين خلف هذا السد، وسيظلون هناك حتى يأذن الله بخروجهم، لذا ارتبط خروجهم بقيام يوم الساعة يفسدون في الأرض.

قصة ولادة يأجوج ومأجوج

كل ما ذكر عن قصة ولادة يأجوج ومأجوج أنهم من نسل سيدنا آدم، وأنه بدأ السمع بوجودهم بعد طوفان سيدنا نوح لأنهم من نسل الابن الثاني (ليافث) أحد أبناء نوح، كانت لهم ملامح غريبة وأحجامهم أيضًا.

وكما ذكر الفقهاء أنهم كانوا من ضمن الأحفاد التي أمر الله سيدنا نوح بتوزيعها لتعميرها في الأرض، ولقد سمى أحد أحفاده (يأجوج) أي آكل الإفك، والثاني الصغير باسم (مأجوج)، أي شارب الإفك، ومن الإناث من أطلق عليهم الكبرى (عوج)، والصغرى (عنج).

ويذكر أن سيدنا نوح عليه السلام كان حريص على أن يعلمهم أمور دينهم، ولكنهم كانوا لهم من طباعًا غريبة، حيث روى أن يأجوج قام بقطع حبله السري بفك أسنانه، ثم سحب دم البقرة بالكامل، وكانوا دومًا يقومون بأفعال تخريب وتصرفات غريبة، ولقد ذكر رسولنا الكريم ﷴ ﷺ

صفات يأجوج ومأجوج

  • قريبون الشبه إلى المغول.
  • عيونهم ضيقة.
  • جبهتم عريضة.
  • لون شعرهم أسود مائل للحمرة.
  • وجوههم عريضة مليئة باللحم.
  • قصار القامة.
  • مفسدون في الأرض، قاسية قلوبهم، عديمي الرحمة، لا يقوى على قتالهم أحد.

بعد أن يأمر الله بخروجهم الذي لا أحد يعلمه حتى الآن، وبعد أن يصلوا إلى سطح الأرض يشربون كل الماء الموجود بها، حتى أنهم سيعبثون بكل ما في الأرض حتى يأمر الله سيدنا عيسى بالنزول في الأرض باللجوء إلى جبل الطور هو والمسلمين ويدعوا عليهم بالهلاك، وأن يطهر الله الأرض من أجسادهم، ولقد ذكر الله تعالى كيف يموت يأجوج ومأجوج:

  • سيظنون في البداية أنهم قهروا أهل السماء بتشييد الصرح، ورمي السهام إلى السماء التي ستعود محملة بالدماء.
  • بعد ذلك سيرسل الله تعالى لهم دود يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم.
  • إرسال الدود لهم سيكون طلب سيدنا عيسى هو المسلمين بعد الدعاء عليهم بالهلاك، والدعاء إلى الله بتطهير الأرض، وبالفعل ينزل الله المطر على الأرض وتزدهر الأزهار والنباتات استجابة دعائهم.

قصة يأجوج ومأجوج في القرآن

وردت قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم في سورة الكهف من الآية رقم 83 حتى الآية رقم 98، وردت كافة التفاصيل الخاصة بها التي تم نسج الكثير من الأساطير والأقاويل حولها، كما وصل الأمر إلى الخيالات والخزعبلات التي لا أساس لها من الصحة.

لذا ناشد العلماء والفقهاء بضرورة ألا يتفلسف أحد من الأشخاص بالمزايدة على كتاب الله عز وجل ويكتفي فقط بما ورد في النص القرآني، وما تيسر من تفسير هذه الآيات الكريمة لتكون هي قصة يأجوج ومأجوج باختصار كما يلي

ذي القرنين عبدًا عادلًا صالحًا اختلف الكثير حول نبوته، ولكنه ذكر أنه اتسم بالعدل والحكمة، الذي لديه من الملك كثيرًا، عندما ذهبوا إليه الناس كما ذكر في القرآن﴿ قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وأما إن تتخذ فيهم حُسنا ﴾.

مما دفع ذي القرنين أن يعرفهم منهجه الذي يتبعه ودستوره العادل والحكيم، كما ذكر في كتابه﴿ قال أما من ظلم نفسه نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا، وأما من ءامن وعمل صالحًا فله جزاءً الحُسنى وسنقول له من أمرنا يسرًا ﴾.

ويعلم الله ما يدور في قلبه﴿ كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرًا ﴾ ولقد ذكر في القرآن السدين (الجبلين العظيمين) ﴿ حتى إذا بلغ بين السدين ﴾، وذكر أن أهل القرية منهم لم يستطع فهم لغة ذي القرنين بسبب شدة انعزالهم عن الجميع -﴿ وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولًا ﴾.

وبالرغم من ذلك توسلوا إليه وطالبوه بأن يساعدهم في التغلب على قوم يأجوج ومأجوج قائلين﴿ يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًّا ﴾.

وعبروا أنهم قادرين على تقديم ما يكفي من المال وكل ما لديهم في سبيل أن يبني لهم السد ولكنه رد عليهم بالرد الذي يليق بالإمام العادل الزاهد في المال﴿ قال ما مكني فيه ربي خير ﴾، أي أن الله مّن عليه بالخير ما يكفيه للتغلب عليهم.

وبالفعل بنى السد﴿ ءاتوني زُبر الحديد ﴾، ولقد وضع قطع الحديد بين السدين (الجبلين)، وأشعل النيران حتى انصهر تمامًا، ثم صب النحاس على الحديد حيث يصبحا معدن واحد، وازداد السد صلابة وقوة ولم تستطع قوة يأجوج ومأجوج أن تتفوق عليه، أو حتى تنقبه.