حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله من الأحاديث العظيمة التي تشعل الهمة في النفوس، والتي اهتم بتفسيرها وشرحها لإعلام الناس كم من المهم السعي وراء ابتغاء مرضات الله عز وجل، وحرصوا على شرح الحديث من معاني ومفردات، وأيضًا ذكر فوائد حديث سبعة يظلهم الله في ظله، ومعرفة هل ينطبق حديث سبعة يظلهم الله على النساء أم على الرجال فقط.

حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

ذكر في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

وفي حديث آخر قال: قال رسول الله ﷺ ” إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي”، وقبل شرح الحديث يجب معرفة أنه موجه بشكل عام للرجال والنساء على حد سواء، وتلك هي مفردات الحديث:

  • سبعة يرمز بها هنا عن سبعة أشخاص اختارهم الله.
  • يظلهم الله: أي يسترهم.
  • يوم لا ظل إلا ظله: يرمز بيوم القيامة.
  • الإمام العادل: الإمام الذي يتبع تطبيق أوامر الله عز وجل.
  • شاب نشأ في عبادة الله: أي شاب بلغ قوامة الرجال.
  • نشأ: ربا وشب.
  • قلبه معلق في المساجد: الشاب الذي تعلق قلبه بالمساجد ويلازم أداء صلاة الجماعة على أوقاتها.
  • تحابا في الله: أي اشترك على محبة الله بدون أي أغراض دنيوية.
  • ذات منصب: أي لها أصل أو شرف.
  • حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: من يتصدق في الخفاء والحرص على الإسرار بالصدقة.
  • ذكر الله خاليًا: أي يداوم على ذكر الله في مكان خفي لا يوجد به أحد.
  • ففاضت عيناه: أي دمعت عيناه خشية من الله عز وجل.

شرح حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله يوضح أفضل الأعمال التي يجب على المرء فعله للتقرب من الله عز وجل، ونيل هذا الشرف العظيم (ظل الله) في يوم عظيم (يوم القيامة)، ولقد خص الحديث 7 أنواع من الأشخاص هم كالآتي:

الإمام العادل

ذكر في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أمرين معًا هما الإمام، وصفة العدل بشكل عام، وعلى قول سيدنا ﷴ ﷺ كلكم راعي وكلم مسئول على رعيته، لذا إذا أدى الإمام مهامه ومسئولياته، واستطاع إصلاح البلاد والعباد، وكان ميزان العدل بين الناس، ويحكم بشريعة الله سبحانه وتعالى، كان أول من فاز بظل الله في يوم لا ظل إلا ظله، ولقد جاء الإمام العادل في بداية ذكر الحديث لأنه إذا صلح الإمام أو الحاكم صلحت أحوال الناس، فلا يميل لفعل المعاصي، ولا يرتشي بالمال.

شــاب نشأ في عبادة الله

جاء في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الشاب الذي ترك ملذات الدنيا، وتفرع إلى عبادة الله من بداية نشأته، لأن في فترة الشباب قد يميل البعض للانهزام أما الشهوات والوقوع في الذنوب، ولكن من فاز بظل الله هو الشاب الذي اشتغل بالطاعة، وسلم نفسه من الذنوب طوال عمره حتى توفي على ذلك، أي أصبحت العبادة له غزيرة بداخله أحبها وتأثر بها.

 رجل قلبه معلق بالمساجد

رجل قلبه معلق بالمساجد أي أحب المساجد قلبه بداخلها وجسده في الخارج، ملازمة القلب بما يحدث فيها، ودائم التردد لصلاة الجماعة، وفي انتظار الصلاة، والقراءة والذكر، وسبب أنه ذكر في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن هذه الصفة دليلًا على قوة صلته بالله عز وجل، وكما قيل عن الصلاة أنها هي صلة بين العبد وربه، فإذا أحبها العبد وتعلق قلبه بها، فكانت دليلًا على أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله تعالى.

رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه

الحب في الله، الاجتماع على حب الله والتفرق على حبه، والمقصود هنا في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أي أنهما مداومين على الحب في الله ولم يقطعاه أبدًا، سواء لو افترقت طرقهم، وحتى وإن فرقهم الموت يظلوا يجتمعون على حب الله الحقيقي بدون أي سبب أو صلة مثل المال، الجاه، النسب، القرابة.

كما أنه إذا رأى المحب تقصير من حبيبه الآخر يحرص على تصويب خطأه، وإرجاعه إلى طريق الحق، ولقد خص الله هذه الصفة (المحبين في الله) على تعظيم منزلة المتحابين في الله.

رجل ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه

العين لا تفيض، ولكن الدمع هو الذي يفيض، وعندما ذكرت هذه الصفة في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كان لتعظيم البكاء من خشية الله، فما كان البكاء بسبب الذنب أو السخط، ولكن الخوف جاء من التجلي في الطاعة والمحبة والشوق لله عز وجل، لأنه ذكر (خاليًا) أي كان في مكان خالي بدون أشخاص آخرين، وهذا أبعد ما يكون عن صفة الرياء، لأنه غير ملتفتًا إلا الله مخلصًا في عبادته.

رجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمالٍ

دعته أي طلبته للزنا لفعل الفاحشة ولقد تقدم فعل (دعته) في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لإيضاح أن المرأة هي التي طلبت وليس الرجل، وفي قولًا آخر فعله (دعته) يشير على أنها عرضت نفسها عليه، ووصفت أنها ذات منصب وجمال يوضح أن المرأة ذات أصل وشرف ومال ويزيد على هذا أنها تتمتع بالجمال، وهذا يوضح أن الرجل رفض فعل الفاحشة بالرغم من وجود هذه الدواعي، خوفًا وطمعًا في فوز رضا الله عز وجل.

كما خص الله عز وجل صفة المنصب والجمال معًا لأنه يعلم جيدًا أن أغلب الناس يبحثون عن رغبة الناس فيهما بشدة، ويحرصون على الفوز بهما، ولكن هذا الرجل قال إني أخاف الله وامتنع لخوفه الشديد من عقاب الله.

رجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله

جاء في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله) وفي رواية عن الإمام البخاري أن الصواب والمعروف في النفقة أنها تكون باليمين أي (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، والمقصود هنا في الحديث المبالغة التامة في الإخفاء والاستتار عند التصدق، وطلب الإخلاص، حيث ذكر الله تعالى أن الأفضل في الصدقة إن كانت تطوع أو زكاة ان تكون في الخفاء، وفي ذكر آخر صدقة السر أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء، مراعاة لحال الفقراء والمساكين، واحترام شعورهم.