شرح السعي بين الصفا والمروة
شرح السعي بين الصفا والمروة والإلمام بأحكامه، وماذا يقال عند السعي بين الصفا والمروة، أمورًا هامة يجب معرفتها باعتبارها شريعة أساسية في الحج والعمرة لقول السيدة عائشة رضي الله عنها (ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته ما لم يطف بين الصفا والمروة)، وفي رواية أخرى أنها أقسمت فقالت (فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة)، لذا أمر الاهتمام بمعرفة السعي بين الصفا والمروة واجبًا.
شرح السعي بين الصفا والمروة
قال تعالى في سورة البقرة الآية 158﴿ إن الصفا والمروة من شعائر الله ﴾وبالطبع كلًا منهما معروفًا، ولقد اجتمع العلماء والفقهاء بأن السعي بين الصفا والمروة حصرًا لا يجوز فيه الزيادة أو تغيير موضعه، أي لا يصح أن يكون السعي في مكان غير المعروف، ولقد عرف العلماء والفقهاء السعي وصفته بما يلي:
- السعي أو المسعى هو بطن الوادي الذي يقع بين الصفا والمروة.
- عرف العلماء بأن السعي أي المشي سريعًا، أو الشد أو الجري.
- عدد الأشواط ذهابًا وإيابًا بعد الطواف في مناسك الحج والعمرة سبع مرات.
- أما عن الصفا عند ذكر السعي بين الصفا والمروة فأوضح الفقهاء أنه حجر أملس صلب، جبل من جبال مكة المكرمة:
- مكانٍ مرتفع من جبل أبي قبيس، يفصل بينه وبين المسجد الحرام.
- عرضه بعرض الوادي.
- عند الوقوف على الصفا يكون الحاج أو المعتمر بمحاذاة الحجر الأسود، والمشعر الحرام (بداية السعي).
تعريف المروة
ولقد ذكر حول هذا الأمر أيضًا تعريف المروة فعي تعني الحجارة البيضاء البراقة التي يقدح منها النار، وقيل إنه حجر أبيض شديد الصلابة، أملس، أما عن أصل شرح السعي بين الصفا والمروة فقد بين الله في آياته كل شيء عن هذا الأمر بالتفصيل:
- البدء يكون من الصفا ثم يرتقي عليه المعتمر أو الحاج إلى أن يرى الكعبة.
- ثم يستقبل الكعبة وهناك يوحد الله ويكبر ثلاثة مرات (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر).
- ثم قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده (ثلاثة مرات).
- في هذا الوقت يمكن الدعاء أيضًا بأي ما يشاء العبد من ربه.
- ثم النزول حتى يبدأ السعي بين الصفا والمروة كما قال رسول الله ﷴ ﷺ (اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي).
- ثم المشي عن اليمين واليسار كما وضحه الفقهاء بالميل الأخضر، ثم السعي منه سعيًا شديدًا حتى العلم الآخر الذي بعده، وذكروا أنه كان في عهد النبي ﷴ ﷺ واديًا أبطح فيه دقاق الحصا، لذلك ذكر النبي ﷺ (لا يقطع الأبطح إلا شدًا)؟
- ثم المشي والصعود حتى يصل للمروة فيرتقي عليها أيضًا ويتم قول ما تم قوله في الصفا من استقبال القبلة، ثم التكبير والتوحيد، والدعاء من الله.
- بهذا يكون تم الشوط الأول من السعي، ثم يعود المعتمر أو الحاج يمشي في موضعه ويسعى موضع سعيه وذلك يحسب شوط ثانٍ.
- ثم العودة مرة أخرى إلى المروة وتكرر هذه الأشواط حتى يصل عددها في النهاية 7 أشواط على أن يكون آخرها المروة.
حكم السعي بين الصفا والمروة
يوجد فيه ثلاثة أقوال اختلف الفقهاء عليها والتي يجب على الجميع الإلمام بها وهما كالآتي:
- القول الأول المالكية، الشافعية، الحنابلة، وهو أيضُا قول عائشة وابن عمر، وجابر وعروة وهو أن (السعي ركن من أركان الحج).
- القول الثاني وهو قول المالكية ورواية الإمام أحمد بأن (السعي واجب من واجبات الحج).
- القول الثالث وهو رواية عن أحمد بأن (السعي سنة لا يجب بتركه دم).
- وسبب الخلاف في حكم السعي كان لعدة أسباب استند فيها أصحاب كل قول على الأدلة من القرآن الكريم والسنة كالآتي:
- قال تعالى﴿ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ عليمٌ ﴾وفي هذه الآية لم يأتي حكم السعي بين الصفا والمروة بنص صريح.
- أما من استندوا على أن ركن من أركان الحج أن رسول الله ﷴ ﷺ حج بالناس، فكان مما علمهم من مناسك حجهم الطواف بهما، وقال ﷺ أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه.
- كما روى عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: رأيت النبي ﷺ يسعى بين الصفا والمروة، ويقول اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي، وهنا استندوا على أن السعي فرضًا.
ماذا يقال عند السعي بين الصفا والمروه
السعي بين الصفا والمروة يعني المشي بين الصفا والمروة ذهابًا وإيابًا طاعة لله عز وجل، لما روى عن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ (نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى صعدتا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا)، ولقد ذكر بعض العلماء الأدعية المستحبة التي يمكن قولها وترديدها أثناء السعي، لأنه كما كان يرددها النبي ﷺ وسيدنا إبراهيم عليه السلام:
- رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم.
- ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس، تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
- الدعاء والذكر أثناء السعي بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم الدعاء ثم الترديد ثلاثة مرات.
- التكبير سبع مرات ثلاثة ثم ثلاثة، ثم قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون.
- اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية الصالحين، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك، وأنبيائك، ورسلك، وعبادك الصالحين.
مبطلات السعي بين الصفا والمروة
ذكر الفقهاء مبطلات السعي أي البدع التي لا يجوز القيام بها، ولابد من الابتعاد عنها وعدم فعلها على الإطلاق (لأن كل بدعة ضلالة):
- الوضوء أمرًا ضروريًا من أجل السعي بين الصفا والمروة، حيث يزعم البعض أن من فعل هذا كتب له بكل قدم سبعون ألف درجة، ولا يوجد نص صريح بذلك.
- لا يوجد ما ينص على قول رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم اجعله حجاً مبروراً، أو عمرة مبرورة، وذنبًا مغفورًا، الله أكبر ثلاثًا.
- لا يجوز تكرار السعي في الحج والعمرة، ولا يجوز زيادة عدد الأشواط إلى أربعة عشر شوطًا حتى يتم الختم عند الصفا.
- من مبطلات السعي بين الصفا والمروة هي صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي.
- يبطل السعي عند الاستمرار فيه حتى وإن قامت الصلاة وبذلك تفوت صلاة الجماعة.
- لا يجوز الإصرار على قول دعاء واحد محدد.
- لم يرد الدعاء عند الهبوط من الصفا بقول (اللهم استعملني بسنة نبيك، وتوفني على ملته، وأعذني من مضلات الفتن، برحمتك يا أرحم الراحمين).