طريقة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر
طريقة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر، أحكام القصر والجمع ومشروعيته كلها تفضيل من الله عز وجل على عباده حتى لا يكون عليهم مشقة في وضع خاص، فخفف بعض الأمور المتعلقة بالطهارة والعبادة، ولقد خصص أحكام القصر في الصلاة الرباعية وشرح كيفية الجميع بينهما، كما أبيح أيضًا التيمم والإفطار في شهر رمضان، لذا لمعرفة الطريقة يجب معرفة كلًا من الجمع والقصر في الصلاة، ومشروعيته، وحكمه، وحكمته.
طريقة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر
من أبرز محاسن الشريعة الإسلامية أن الله يرعى عباده بقدر لا يمكن وصفه، فهو يخفف عنه بعض العبادات التي يشعر فيها بالمشقة عليهم، ومن العبادات التي خفف الله فيها على عباده المؤمنين هي الصلاة في السفر فهي مختلفة تمامًا عما إذا كان المصلى في بلاده، ولقد اختلف أهل العلم في حكم قصر الصلاة هل هو واجب أم رخصة للمسافرين يمكن استخدامها استندوا على ذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (إن الله فرض الصلاة ركعتين، ركعتين، فلما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة زيد في صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر).
هذا بالإضافة إلى ما فعله سيدنا محمد ﷺ حيث كان إذا سافر صلى ركعتين ولم يحفظ عنه أنه صلى أربعًا في سفر قط، بل كان أسفاره الطويلة والقصيرة كان يصلي ركعتين، بإجماع العلماء والفقهاء استندوا على قول ابن عمر (صليت خلف النبي ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يزيدون على ركعتين في السفر).
لذا أهل العلم أكدوا على أن قصر الصلاة في السفر ما هي إلى رخصة سفر، والأهل أن الرخصة تستخدم في المناسبات أي عندما يأتي دورها، وبهذا لا يكون القصر في الصلاة أثناء السفر واجبًا، لذا من أتم صلاته في السفر فهذا يعني أنه ترك الفضل وتقبل صلاته لأنها صحيحة، ولا إثم عليه، وفيما يلي إيضاح كيفية القصر في الصلاة أثناء السفر:
- لا يلزم عقد النية في قصر الصلاة أثناء السفر أو قبلها.
- يتم أداء صلاة الظهر أو العصر أو العشاء ركعتين فقط كما ذكر عثمان بمنا أربع، قال عبد الله بن مسعود، صليت مع النبي ركعتين، ومع أبي ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان صدرا من إمارته، ثم أتمها، ثم تفرقت بكم الطرق، فو وددت أن لي أربع ركعات ركعتين متقابلتين.
كم ركعة صلاة القصر والجمع
لمعرفة كم ركعة صلاة القصر والجمع لابد من معرفة بعض النقاط الرئيسية، وعلى ضوء هذا الأمر لقد أوضح العلماء مع الصلوات التي يتم فيها القصر والجمع، لذا أول أمرًا يجب معرفته أن الصلوات التي يتم القصر فيها هي الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، العشاء)، أما الصلاة الثلاثية لا يتم فيها القصر (صلاة المغرب)، وفي القصر عدد الركعات ركعتين فقط.
ومن جانب آخر حكمة القصر فقد شرع من الله عز وجل لدفع المشقة والحرج الذي قد يشعر به المسافر أثناء سفره، وحتى يزيد من رغبته أداء الفروض وعدم التكاسل عنها، وفيما ذكر بضرورة النية في القصر بالصلاة أثناء السفر ذكر أن النبي ﷺ كان عندما يصلي بأصحابه جمعًا وقصرًا لم يكن يشترط على الجميع استحضار النية.
وعندما خرج من المدينة إلى مكة يصلي ركعتين من غير جمع ثم صلى بهم الظهر بعرفة، ولم يعلمهم أنه يريد أن يصلي العصر بعدها صلى بهم العصر، ولم يكونوا نووا الجمع، كما أنه عندما خرج من المدينة صلى بهم بذي الحليفة ركعتين ولم يأمرهم بنية القصر، ولكن اتفق العلماء والفقهاء على 6 شروط يجب توفرها لقصر الصلاة في السفر:
- مسافة القصر ومنهم من قدرها بالأميال ومنها من قدرها بأن تكون مسيرة نصف يوم أو ثلاثة أميال، أو 48 ميلًا، كما أبيح القصر في الصلاة لمن ضرب في الأرض بدون تحديد مسافة لقول الله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة).
- أن يكون السفر من غير معصية ألا أنه لا يجوز تعليق رخصة القصر عند السفر لإتمام أمر يعصى الله فيه.
- الخروج من البلاد الأصلي للمسافر فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال (صليت مع رسول الله ﷺ الظهر بالمدينة أربعا، وصليت مع العصر بذي الحليفة ركعتين).
- ألا تكون الصلاة قد واجبت في الحضر أي ألا يكون قد دخل وقتها وهم لم يسافر بعد.
- أن لا يؤم بمقيم ومن السنة إذا سلم على رأس ركعتين أن يقول (أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر).
- يحق للمسافر القصر ما دام لم ينو الإقامة في بلد محدد.
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
يقصد بجمع الصلاة في السفر أي يقوم المسافر بالجمع بين فريضتين في وقت إحداهما، أي يجوز فيهما جمع التقديم أو جمع التأخير، ويجوز في جمع الصلاة أثناء السفر جمع صلاة الظهر والعصر، وكذلك الجمع بين صلاة المغرب والعشاء في أي وقت إحداهما.
استدل العلماء والفقهاء على فعل رسول الله ﷺ فكان يجمع بين الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، وأيضًا كان يجمع بين المغرب والعشاء، لذا عند معرفة كيفية جمع صلاة الظهر والعصر، سيطبق الأمر عند جمع صلاة المغرب والعشاء في السفر.
دلالة الفقهاء على جمع صلاة الظهر والعصر
واستدل الفقهاء بحديث أنس بن مالك حيث قال كان رسول الله ﷺ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس آخر الظهر إلى وقت العصر، ثم ينزل فيجمع بينهما، وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب، وفي رواية أخرى عن ابن عمر كان إذا جد به السير، جمع بين المغرب والعشاء بعد أن تغيب الشفق، ويقول إن رسول الله ﷺ كان إذا جد به السير، جمع بين المغرب والعشاء، وتلك هي أحكامه ومشروعيته وكيفية الجمع في الصلاة بالسفر:
- يجوز الجمع في الصلاة للمسافر بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
- يتم الجمع بين الصلاة في الوقت الأول منهما، أو في وقت الثانية.
- إذا كان نزل وقت الصلاة الأولى فالأفضل تقديم الصلاة الثانية، وإذا كان وقت الأولى مازال فالأفضل تأخيرها إلى وقت الصلاة الثانية، كما جاء في حديث معاذ بن جبل أن النبي ﷺ كان في غزوة تبوك، إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر إلى أن يجمعهما إلى العصر، فيصليهما جميعًا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر، وصلى الظهر والعصر جميعًا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب.
- لا يتم الجمع في الصلاة أثناء السفر إلا الحجج القوية أي تعذر إقامة الصلاة بشكل قوي، لأن رخصة الجمع مثله مثل القصر والمسح على الجوارب.
- النية في الجمع وموضعها في أول الصلاة حتى التسليم، ولقد اختلف الفقهاء حول هذا الأمر لأن أهل العلم أقروا بتعيين النية قبل الجمع في الصلاة، ولكن البعض الآخر قيل إنه لا أحد يعلم أنه قد يحتاج إلى الجمع.
- يفضل الترتيب أي تقديم الصلاة الأولى على الثانية لأن الصلاة الثانية تابعة للأولى.
- يجب ألا يترك وقتًا طويلًا بين الصلاتين يجب الموالاة بينها أي عندما يتم أداء الصلاة الأولى يتم البدء بالثانية مباشرةً.