شروط العمرة عن الغير

شروط العمرة عن الغير

شروط العمرة عن الغير يجب استيفائها وفقًا لما ذكرت في كتابة الله وما أخذ عن سنة نبينا ﷴ ﷺ (خذوا عني مناسككم)، لأن كل معتمر نوى العمرة يجب في المقام الأول أن تكون العمرة لوجه الله عز وجل، وابتغاء مرضاته، وثانيًا هو معرفة كل ما جاء في أحكام العمرة بوجه عام، وبشكل خاص أحكام العمرة عن الغير، ومعرفة ما إن كانت تجوز العمرة عن الولد الحي، والحي المريض، والشخص المتوفي.

شروط العمرة عن الغير

يجوز للمسلم أن يعتمر عن غيره شرط أن يكون قد اعتمر هو أولًا عن نفسه، وكما جاء عن أبو حنيفة أن العمرة ليست واجبة، لذا من اعتمر فقد أحسن، ولقد ذكر الفقهاء شروط العمرة عن الغير فيما يخص باب النيابة في الحج والعمرة، ألا من لا يستطيع الحج والعمرة بنفسه وقد اكتملت لديه كافة الشروط يمكن أن ينوب عنه وفقًا لما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من خثعم قالت:

” يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال نعم، وكان ذلك في حجة الوداع، وفي رواية أخرى للإمام مسلم (فحجي عنه).

وفي حديثًا آخر روى عن أبي رزين: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج، ولا العمرة، ولا الظعن، قال (فحج عن أبيك واعتمر)، فإن توفى وجب عليه الحج ولم يحج أخرج عنه من ماله ما يحج به عنه ويعتمر.

ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن يسأل رسول الله ﷺ أن أمها ماتت ولم تحج، أف يجزئ عن أمها أن تحج عنها، قال: نعم لو كان على أمها دين فقضته عنها أكان يجزئ عنها، قال نعم، فقال (فلتحج عن أمها)، تلك كانت الأدلة التي تثبت مشروعية العمرة عن الغير أو الحج عن الغير، أما فيما يخص شروط العمرة عن الغير فهي كما جاءت كالتالي:

  • لا يجوز على الإطلاق أن يعتمر أو يحج لغيره بدون أن يعتمر أو يحج لنفسه، كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ سمع رجلًا يقول لبيك عن شبرمة، قال رسول ﷺ قال أخ لي أو قريب لي، قال (حججت عن نفسك) قال لا، قال لا (حج عن نفسك ثم عن شبرمة).
  • الأمر الثاني من شروط العمرة عن الغير أن يكون الوكيل على دراية تامة بجميع أحكام الحج والعمرة، ويراعي تطبيق شرع الله في كل أوامره.
  • إخلاص النية لله سبحانه وتعالى بعيدًا عن التفاخر، ويجب العلم أنه لا ينبغي على الإطلاق لأحد أن يأخذ مالًا للعمرة عن غيره إلا لأحد رجلين.
  • إذا وكل شخص حي ومازال حيًا أو مات بعد ذلك أن يبرئ ذمة الميت عن العمرة، بل يحب أن يحسن إليه بقضاء هذا الدين، هذا بالإضافة إلى رد المبلغ المتبقي إن كان سيقوم الحج على نفقة الغير.

هل تجوز العمرة عن الوالد الحي

أتفق العلماء والفقهاء على أنه يجوز للإنسان التبرع بثواب الحج أو العمرة عن الحي المريض أو الميت، والخلاصة فيما ورد عن شروط العمرة عن الغير أنه من المستحب للوكيل أن يأخذ ليعتمر لا أن يعتمر ليأخذ، وهذا يعزز الفوز بالثواب العظيم، وأن يعطي له مثل أجر من وكله أو حج عنه.

كما قال رسول الله أتفق العلماء والفقهاء على أنه يجوز للإنسان التبرع بثواب الحج أو العمرة عن الحي المريض أو الميت، وكما قال رسول الله ﷺ (الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبة به نفسه أحد المتصدقين)، ووفقًا لما جاء من أدلة في السنة فإنه يمكن أداء العمرة عن الوالد الحي، وأيضًا عن الحي المريض، شرط توفر كافة شروط العمرة عن الغير.

شروط العمرة

فضل العمرة عظيم لن يحصل عليها الإنسان إلا لمن أخلص عمله إلى الله وأدى عمرته على هدى سيدنا محمد ﷺ وللفوز بفضل وثواب العمرة لابد من تحقق شرطان مهمان هما كالآتي:

  • الأول هو الإخلاص للمعبود لقول رسولنا الكريم ﷺ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.
  • الشرط الثاني من شروط العمرة الامتثال لما هو متبع لسنة نبينا لقول رسول الله ﷺ (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد)، أي لابد من الإخلاص في العمل لله، وكما جاء في كتاب الله (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا)، لذا يجب توفر هذين الأمرين قبل البدء في أداء مناسك العمرة.

وفيما ذكر عن واجبات العمرة التي يجب على المعتمر أداؤها فصلها الفقهاء في أمرين لا ثالث لهما كالآتي:

  • الإحرام من الميقات.
  • الحلق أو التقصير.
  • وإذا ترك المعتمر واجبًا من تلك الواجبات وجب عليه ذبح شاة، بخلاف الأركان التي إذا ترك منها ركنًا لا تصح له العمرة.

هل تجوز العمرة عن شخصين في نفس الوقت

بعد إيضاح كل شيء متعلقة بالأدلة عن شروط العمرة عن الغير، وعن إجازة الوكالة لأداء مناسك العمرة أو الحج عن الحي المريض أو المتوفي، وأجاب أيضًا الفقهاء إن كانت تجوز العمرة عن شخصين في نفس الوقت، وكرمًا منهم لم ينقصوا شيئًا وأوضحوا كل الأمور المتعلقة بهذا الأمر في نقاط رئيسية كالآتي:

  • يستطيع الإنسان أن يؤدي مناسك العمرة لأكثر من شخصين، أولًا يجب تحقيق شروط العمرة عن الغير، أي يكون قد أتم العمرة لنفسه ثم يؤديها لمن يشاء من الأحياء لديه أو الأموات، وبالطبع لن ينقص من أجره شيئًا.
  • يجوز أيضًا الاعتمار أولًا عن النفس ثم إهداء ثوابها لمن يشاء من الأقارب، والأصدقاء أيً كان عددهم، وفي تلك الحالة سيصل لهم أجر عمرة كاملة وأيضًا سيظل الأجر كما هو.
  • لا يجوز على المعتمر أن يتفوه بالنية لكل شخص يقوم بإهداء العمر له، لأن العمرة عن الغير شيئًا مختلف عن إهداء الثواب.
  • لا يوجد ما يمنع من تكرار العمرة والحج عن المتوفي وبإذن الله يصل له الثواب، شرط أن تتحقق شروط العمرة عن الغير أولًا ثم يقول عند العمرة (لبيت اللهم بعمرة عن (ذكر الاسم) الذي ينوب عنه في العمرة.

ثواب العمرة عن الغير

اختلف العلماء حول ثواب العمرة عن الغير، هل يحصل من اعتمر لغيره على الثواب، أم يختص الثواب فقط على الشخص الذي ناب عنه، ويوجد أكثر من قول حول هذا الرأي الأول وهو أن يفوز النائب بالثواب بأجر الذي ينوب عنه لقول رسول الله ﷺ (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).

أما القول الثاني عندما سأل أحد الأشخاص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، إن كان الموكل بالعمرة أو الحج يحصل على نفس الثواب، لأن هذا الأمر سيتوقف على إن كان حج أو عن غيره، لأنه إذا كان حج عن غيره ولم يحج لنفسه، فلن يدرك الأجر الذي تحدث عنه النبي.

وبهذا لم يثبت أدلة صحيحة تفيد بالإقرار عن ثواب العمرة وأنه ما زالت في محل خلاف بين الفقهاء، والذين أقروا بأن هذه المسألة مردها إلى الله عز وجل.