كيفية سجود الشكر لله

كيفية سجود الشكر لله

شكر الله عز وجل على نعمه وعطاياه أمرًا واجبًا لا نقاش فيه، لأنه حق الله علينا أولًا، ويكون سببًا استمرار النعم علينا وعدم زوالها، كما قال الله تعالى﴿ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ﴾، لذا شكر الله عز وجل دومًا ما يكون شيئًا أساسيًا بالقلب، لذا دومًا ما نجد أحد الأشخاص يسجد شكرًا لله فرحًا بما آتاه الله من نعمه، وهنا نوضح لك كيفية سجود الشكر لله، فضلها، ماذا يقال في سجدة الشكر، وهل يجوز سجود الشكر يوميًا، وما هي أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن سجود الشكر.

كيفية سجود الشكر لله

تجديد النعم ودفع النقم يأتي من السجود لله شكرًا، الذي يعتبر من العبادات العظيمة، والسنن النبوية الثابتة التي قد لا يعلم الجميع بفضلها العظيم، حيث اتفق جميع العلماء والأئمة أن سجود الشكر لله غير واجب ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال، وفي القول الأول جاء أنه مشروع لتلك الأدلة:

  • صرح جمهور أهل العلم أنه من السنن المستحب فعلها، وهذا ما أكده الإمام الشافعي، الإمام أحمد، وأئمة آخرين.
  • لقد نقل عن كثيرًا من السلف أن أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه سجد لما جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب، وخبر فتح اليمامة.
  • وفي رواية أخرى فقد روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أيضًا سجد لله شكرًا عندما جاءه خبر بعض الفتوحات.
  • كما روى أيضًا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه سجد شكرَا لله.
  • ولقد ثبت أن كعب بن مالك كانوا من ضمن الذين خروا ساجدين لله شكرًا عندما علم بقبول توبته.
  • ومن النساء التي خرت ساجدة فرحًا وشكرًا لله كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما عندما وجدت شيئًا كان أعطاها النبي ﷺ فقدته بالسابق.
  • عن أنس بن مالك قال إن الرسول ﷺ بشر بحاجة فخر ساجدًا.

أما القول الثاني فقيل إن سجو الشكر لله غير مشروع، بل مكروه أيضًا ولا يستحب فعله، كما نقل عن الإمام أبي حنيفة، وجاء القول الثالث أن سجود الشكر محرم لا يجوز فعله، وكان هذا رأي المالكية، واستند في ذلك قوله تعالى (وخر راكعًا وأناب).

ولكن عند النظر في وصايا رسولنا الكريم محمد ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، المداومة على شكر الله تعالى، كما جاء في الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ يا معاذ إني والله لأحبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول ” اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

فضل وكيفية سجدة الشكر

فضل وكيفية سجدة الشكر شقين أساسين يجب معرفتهما جيدًا، بجانب ما إن كان يوجد شروط لسجود الشكر أم لا، وهذا ما نود إيضاحه الآن في نقاط بسيطة:

  • السجود مثل سجود الشكر، سجود التلاوة يكون أساسه التقرب إلى الله تعالى، ويطبق عليها نفس شروط الصلاة النافلة، وكما قال ﷺ لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول.
  • ولقد روى أبو داود عن كيفية سجود الشكر لله أنه كان يسجد قائمًا.
  • ثبت عن النبي أنه في بعض الأحيان كان يصلي جالسًا، وعندما يقترب من الركوع، يركع ويسجد وهو قائم.
  • والجدير بالذكر أن في بعض الأحيان كان يركع ويسجد وهو جالسًا، وهذه عذرًا للأشخاص الغير قادرين.
  • ولقد اجتمع عدد كبير من العلماء أن صفة سجدة الشكر وأحكامها حكم سجود التلاوة.

وفيما يخص فضل سجدة الشكر فإن الحمد والثناء على الله من أسبغ النعم على العباد، لأن الشكر يكون ثناءً على المشكور لقاء عطاء، وإنعام أعطاه الله للشاكر، وفي رواية أخرى الشكر يزيد من النعم الموجودة، ويعجل بالأماني المفقودة للجميع.

والجدير بالذكر أنه تم نشر حديث عن فضل سجود الشكر لله (إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة)، ثم يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أدي فريضتي، وأتم عهدي ثم سجد شكرًا لي على ما أنعمت به عليه، وأكد الفقهاء والعلماء أنه لم يذكر هذا الحديث من قبل ولم يروه العلماء، ولا يجوز نسب هذا الحديث للرسول، ولا يجوز على الإطلاق نقل هذا الحديث، بل يجب التنويه على أن هذا الحديث لا أساس له من الصحة.

هل يجوز سجود الشكر يوميًا

أجمع العلماء أنه ليس من المستحب السجود للنعم المستمرة في حياة الإنسان مثل نعمة الإسلام، نعمة العافية، نعمة الحياة، أو نعم أخرى دائمة لا تنقطع، لأنه لو سجدنا لله شكرًا سنستغرق العمر كله في السجود، والشكر في تلك الحالة سيكون بالعبادات والطاعات، والتقرب إلى الله، والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل.

وبهذا لن يجوز سجود الشكر يوميًا، فهو فقط يكون على النعم التي تأتي على الإنسان وحال وصولها يخر ساجدًا، أو النعم التي قد تصل أو لا تصل، لأن نبينا محمد ﷺ لم يسجد إلا عندما تتجدد النعم، مع استمرار النعم الأساسية.

ووفقًا لما اتفق فيه العلماء عن مشروعية سجود الشكر قال إنه من الأمور المستحبة السجود مفاجأة عندما تأتي للإنسان نعمة عامة، أو حدوث أمرًا لم لا يكن مقدرًا أو من الصعب حدوثه ولكنه حدث، وتلك هي أحكام سجدة الشكر:

  • لا يشترط الوضوء، الطهارة، ولا استقبال القبلة.
  • لا يشترط أن يكون السجود على المواضع السبعة على الأرض.
  • من الأمور المستحبة في السجود أن يكون الساعدين ملتصقين، والبطن بالأرض، والجبهة على الأرض.

هل سجود الشكر له تسليم

وفقًا للأدلة سجود الشكر أو سجود التلاوة سجود مجرد ليس صلاة، ووفقًا لما كان يفعله النبي ﷺ أنه كان لم يسن له اصطفاف ولا إمام، وبهذا فأنه لا يوجد تسليم فيه، وكما ذكر أن السجود المجرد التسليم

هل نكبر في سجود الشكر

يوجد قولان فيما يخص التكبير في سجود الشكر الأول وهو أن ليس لسجود الشكر تكبير لا في أوله ولا في آخره، لأن هذا لم يثبت أن رسول الله فعله، أو عن الإمام أحمد وأصحابه، ولكن القول الثاني كان الإمام وشيخ الإسلام ابن تيمية، والذي قال إن السجود يأتي في الصلاة ومادام صلاة فأصبح من الواجب الطهارة للسجود أولًا.

ولقد اختلفوا فالبعض قيل التكبير مرتين، واحدة للافتتاح، والثانية للسجود، والبعض الآخر منهم استند على أنهم لم يروى عن النبي ولا عن أصحابه التكبير، برأيهم لما ظنوه صلاة، ولا يوجد أحاديث تدل على التكبير في سجود الشكر.

ماذا يقال في سجدة الشكر

وأخيرًا بعد أن سردنا كيفية سجود الشكر لله، وأجابنا عن الأسئلة التي يجب معرفتها عنها، الآن نجيب عن ماذا يقال في سجدة الشكر كما ورد في الأحاديث ورواه السلف:

  • يستحب قول ما يقال أثناء السجود في الصلاة مثل سبحان ربي الأعلى، والدعاء أيضًا.
  • قول سبحان الله ربي الأعلى، اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق، سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين، ثم الدعاء.
  • من المستحب قول (اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود).