حكم الختان في الإسلام
حكم الختان في الإسلام ، تعددت الآراء حول حكم الختان في الإسلام، فالبعض يُقر بأن الختان سنة عن الرسول صل الله عليه وسلم والبعض الآخر يُقر بأنه واجب، وقد ظهر في الآونة الأخيرة فئة من الناس نادت بمنع الختان بشكل نهائي، لأنه يؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية للطفل، بالرغم من أن جميع من تم ختانهن من الرجال أو الخفض لهن من النساء لم يعانوا من آثار جانبية ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي وينعمون بصحة جسدية ونفسية جيدة.
حكم الختان في الإسلام
سوف نعرض مختلف آراء العلماء فيما يخص حكم الختان في الإسلام وهي كالتالي:
الرأي الأول: الختان سُنه :-
أكد العديد من العلماء بأن الختان سنه وقد أيدوا قولهم هذا بحديث ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم قال:(خمس من الفطرة الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب)، كما استندوا إلى حديث آخر يوضح بأن الختان سنه حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ( الختان سنه للرجال، ومكرمة للنساء).
الرأي الثاني: الختان واجب :-
الإمام احمد ابن حنبل والشافعي أقروا بوجوب الختان وقد أيدوا قولهم بما جاء في الحديث الصحيح: ( اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم)، وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم أمر بأن يتبع ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام ونستدل على ذلك بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم { ثُمَّ أوحينا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[ سورة النحل : 123 ].
كما ورد عن الرسول صل الله قال:(يا نساء الأنصار اخفضن ولا تنهكن)، اخفضن هنا تعني اختتن ولا تنهكن أي لا تبالغوا في الخفاض، وهنا تظهر الحكمة البالغة حينما قال رسول الله صل الله عليه وسلم اخفضن.
حيث قال الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه بأن تعبير ختان الأنثى تعبير خطأ أما الصحيح هو خفاض الأنثى. وخفاض هنا تعني بأنه لا يتم إزالة الجلدة بالكامل، ولكن يتم تخفيضها بقطع جزء منها حتى لا تبرز للخارج. كما يجب أيضًا عدم المبالغة في الخفاض لأن ذلك فيه أذى للمرأة والرجل بعد ذلك.
حكم خفاض الأنثى في الإسلام
اتفق العلماء على جواز خفاض (ختان) الأنثى لما فيه من فائدة كبيرة لها كما أباحوا أيضًا ختان النساء إن لم يكن تم ختانهن في الصغر. ويتم ختان الأنثى من خلال قص جزء صغير من الجلدة البارزة من فتحة البول لدى الأنثى.
حكم ختان الرجل في الإسلام
يتم ختان الذكر من خلال قطع القلفة التي تغطي حشفة العضو الذكري له. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال:( الأقلف لا تجوز شهادته، ولا تقبل له صلاة، ولا تؤكل له ذبيحة). الأقلف هنا هو الرجل الذي لم يختتن.
كما أن إزالة القلفة من ذكر الرجل تعمل على التخلص من النجاسة. أما وجودها تحبس بعض النجاسة في ذكر الرجل ولا يستطيع التخلص منها. هذا أيضًا وقد قال أحد السلف إن الرجل الذي لم يختتن لا يجوز له أن يؤم المسلمين في الصلاة. لأنه يوجد شك في صحة صلاته
وحذر العلماء من الانسياق وراء الأقوال التي تمنع الختان بحجة أنه ضار على الصحة أو غير ذلك. فمنذ بدء الإسلام وتطبيق سنة الختان لم يظهر في تلك الأمة إلا محاسن الخُلق والدين والصحة. والمطهرين والمطهرات ولكن بعدما بدأت دعوات مناهضة الختان ظهر كل سيء وخبيث.
لذا وجب علينا الالتزام بأوامر سيد المرسلين محمد صل الله عليه وسلم في تطبيق سنة الختان. وما يؤيد ذلك قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم. { وَمَآ ءَاتٰىكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهٰىكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. [ سورة الحشر : 7 ]. وحديث الرسول صل الله عليه وسلم قال:( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي).