من بنى المسجد الأقصى
من بنى المسجد الأقصى ليس سؤالًا يمكن الإجابة عنه بجملة قصيرة لأن تاريخه بدء من 300 قبل الميلاد، وحتى الآن هو محط نزاع مفصولة فيه نهايته بأن القدس إسلامية من جذورها، وستظل عربية في أصولها، وستظل مهد الأنبياء والخلفاء، وفتحها وحررها الإسلام، ومعرفة من بنى المسجد الأقصى وأهم المعلومات ومعالمه أمرًا في غاية الأهمية، لأن القدس له أهمية كبيرة دينية، وتاريخية، ماضي وحاضر ومستقبل.
من بنى المسجد الأقصى
وضع حجر الأساس في بناء مدينة القدس عام 300 قبل الميلاد وعرفت في هذا الوقت اسم يبوس نسبة لــ (اليبوسيون والكنعانيون)، وفي عام 1119 عبر اليهود بقيادة النبي (يوشع) عليه السلام نهر الأردن، واستطاعوا احتلال أريحا، ولقد وحد النبي (داوود) عليه السلام القبائل اليهودية تحت ملكه عام (1004) قبل الميلاد، وفي عام 15 هجريًا – 636 ميلاديًا فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس، وبنى في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (رحمه الله) مسجد الصخرة.
وفي الفترة ما بين 90 – 96 هجريًا (709 – 715 ميلاديًا) تم بناء المسجد الأقصى في عهد الوليد بن عبد الملك (رحمه الله)، ولقد طلب إبراهيم الخليل (عليه السلام) من ابنه إسحاق ومعه يعقوب حفيده (عليهما السلام) بالتعهد ببيت المقدس في فلسطين، ومن جانب آخر طلب من ابنه إسماعيل أن يتعهد بالبيت الحرام في مكة المكرمة، ثم رعى المسجدين فيما بعد سيدنا ﷴ ﷺ وأصحابه.
متى بنى المسجد الأقصى
اتفق العلماء أن من بنى المسجد الأقصى تحديدًا قبة الصخرة المشرفة (عبد الملك بن مروان)، في الفترة ما بين 66 هجريًا حتى 72 هجريًا، بشكل مميز بأربع أبواب، و56 شباك من ضمنها 16 شباك لا تدخلها شمس، والمتبقي منها يدخل منها الضوء، ولا يقتصر الحديث عن المسجد الأقصى لمعرفة الشخص الحقيقي الذي وضع حجر الأساس له، بل في معرفة أهم الأمور المتعلقة بهذا الأمر جملةً وتفصيلًا.
على ذكر هذا فقد روى في حديث عن أبي ذر الغفاري عندما سأل رسول الله ﷴ ﷺ عن أول المساجد، فقال المسجد الحرام، قال ثم أي؟ قال المسجد الأقصى، قال كم بينهما قال؟ أربعون سنة، وبهذا يعتبر هو الشقيق الأكبر للمسجد الحرام بأربعين عامًا.
من الذي قام ببناء المسجد الأقصى
أما في السؤال لمعرفة من بنى المسجد الأقصى فذكر العلماء أن البناء كان في أيام أول خلق سيدنا آدم عليه السلام، ومن قام بتجديد بنائه هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وازدادت عزة وشرف عندما أسرى نبينا ﷴ ﷺ في ليلة الإسراء والمعراج حيث قال تعالى﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ﴾، أما عن هيئته فهي كالآتي:
أولا
يحتوي على 14 باب منهم 10 أبواب مفتوحة (باب الأسباط، حطة، العتم، الغوانمة، الناظر، الحديد، القطانين، المطهرة، السلسلة، المغاربة)، والأبواب المغلقة هي (باب الرحمة، الجنائز، الباب الثلاثي، الباب المزدوج).
ثانيا
يضم أربعة مآذن مئذنة المغاربة، مئذنة السلسلة، مئذنة الغوانمة، مئذنة باب الأسباط.
ثالثا
يشتمل على 15 قبة: قبة الصخرة المشرفة بناها عبد الملك بن مروان بين عامي 65 – 86 هجريًا، وهي القبة التي عُرج منها سيدنا ﷴ ﷺ للسموات السبع، قبة السلسلة، قبة المعراج تخليدًا لذكرى الإسراء، قبة موسى التي بناها نجم الدين أيوب، قبة النحوية بناها عيسى الأيوبي، قبة سليمان بن عبد الملك، قبة الميزان، قبة النبي الذي صلى فيها النبي، قبة الأرواح، قبة الخضر، قبة يوسف آغا، قبة يوسف، قبة عشاق النبي، قبة مهد عيسى، قبة الشيخ الخليلي.
رابعا
يحتوي على رواق غربي عبارة عن ممر مسقوف مكون من 55 عقدًا بطول الواجهة الغربية، تم بناؤه على مراحل مختلفة في العهد المملوكي ما بين عام 737 – 707 هجريًا، وكان الغرض من إنشائه هو تسهيل المرور.
خامسا
كما يضم على رواق شرقي بني في العهد الأيوبي و العهد المملوكي على عدة مراحل بين عام 610 – 769 هجريًا، وأيضًا كان الهدف منه تسهيل المرور، ولكنه أغلق في العهد العثماني ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى.
سادسا
كما يحتوي على 8 بوائك (البائكة الشمالية والشمالية الغربية التي تم أنشأها في العهد المملوكي، و البائكة الغربية البائكة الجنوبية، و البائكة الشرقية التي أنشئت في العهد الأموي، البائكة الجنوبية الغربية، البائكة الشمالية الشرقية أنشئت في العهد المملوكي، أما البائكة الجنوبية الشرقية أنشأت في العهد الفاطمي).
سابعا
يضم 14 سبيل (سبيل الكأس بناه السلطان الأيوبي أبو بكر بن أيوب، سبيل شعلان بناه الملك عيسى الأيوبي، سبيل البصيري بني في عهد السلطان المملوكي، سبيل قايتباي بناه السلطان قايتباي، سبيل قاسم باشا بناه قاسم باشا في عهد السلطان العثماني، سبيل سليمان بني في عهد سليمان القانوني، سبيل الشيخ بدير بني في عهد السلطان محمود الأول، سبيل باب المغاربة، وسبيل حطة في العهد العثماني.
عشر معلومات عن المسجد الأقصى
لا يوجد عالم أو فقيه استند فيه على من بنى المسجد الأقصى الحقيقي، لأنه لا يوجد أصل نص ثابت يؤكد على أول من بناها، ولكن لا يوجد خلاف على أنه كان في الزمن الذي بني فيه المسجد الحرام، ولكن المسجد الأقصى تم بناؤه من قبل الأنبياء وتعاهدوه على حمايته وترميمه، وتلك هي أبرز عشر معلومات عن المسجد الأقصى يجب على الجميع معرفتها:
أولاً
له أسماء متعددة مثل بيت المقدس، وهذا ما يجيب عن سؤال هل المسجد الأقصى هو بيت المقدس، أما سبب تسميته بالمسجد الأقصى فهذا لأنه أبعد المساجد التي يتم زيارتها، وبعض العلماء الآخرين قالوا لأنه بعيد عن الخبائث.
ثانيا
قبة الصخرة به هي أقدم أثر معماري إسلامي مازال حتى الآن موجود تمت تأسيسها على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان.
ثالثا
في عام 583 هجريًا – 1187 ميلاديًا استعاد البطل صلاح الدين الأيوبي القدس من الصليبيون.
رابعا
شهد المسجد الأقصى معجزة ليلة الإسراء والمعراج لخاتم الأنبياء سيدنا ﷴ ﷺ.
خامسا
هو أولى القبلتين، وثاني مسجد بني في الأرض، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال كما ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ (لا تشد الرحال إلا على ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى).
سادسا
بني من قبل الأنبياء، وقام بتجديده الخلفاء، وسقط على أرضه ملايين الشهداء، وفتحه الإسلام، وحرره الإسلام.
سابعا
طوله من الداخل 80 متر، وعرضه 55 متر، وهو الآن على 53 عمود مصنوع من الرخام، و49 سارية مربعة مصنوعة من الحجارة.
ثامنا
عندما احتله الصليبيون غيروا معالمه، فقد خصصوا منه جزءً كنسية، والجانب الآخر مسكن للفرسان، وجزءً منها للذخائر، ولكن عندما حرره صلاح الدين الأيوبي أمر بإصلاحه وإعادته كما كان عليه قبل الاحتلال.
تاسعا
كل ما يقع داخل سور المسجد يبلغ مساحته 144 ألف، الصلاة داخل السور تعادل 500 صلاة.
عاشرا
عرف أن من بنى المسجد الأقصى أن من شرع في بنائه هو الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي، والذي أتمه ابنه الوليد بن عبد الملك عام 705 م.