كيفية صلاة الاستسقاء

كيفية صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء، هي الصلاة التي يؤديها المسلمين من أجل نزول المطر، فهي بمثابة سؤال الله عز وجل أن يمطر علينا لإزالة الجفاف، وهي من الصلاة النافلة التي تصلى جهرًا، ومن السنن المؤكدة الثابتة في سنة رسول الله ﷺ، وفي هذا المقال سنوضح كيفية صلاة الاستسقاء، وكل الأمور المتعلقة بها، مثل حكم صلاة الصلاة، وهي ستختلف عند المالكية وعند الشافعية، وكيف تكون خطبة صلاة الاستسقاء، والأدعية التي يجب قولها.

كيفية صلاة الاستسقاء

عندما يغيب المطر عن نزوله في موعد، وعند الشعور بأن البلاد قد تتعرض للجفاف، يبدأ العلماء والشيوخ بالدعوة إلى صلاة الاستسقاء، تأسيًا بسنة نبينا محمد ﷺ، باعتبارها من السنن المؤكدة التي تصلى في كل أي وقت، ولكن يفضل إقامتها بعد ارتفاع الشمس، حيث صرح العلماء أنه يجب عندما يحتبس المطر شرعت صلاة الاستسقاء، والتي يجب فيها خروج المسلمين خاشعين، متضرعين إلى الله، وعما ذكر حول استقبال القبلة أثناء الدعاء وصفة تحويل الرداء كان كما يلي:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال “ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن”.
  • ولقد قال عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال “ثم تحول إلى القبلة وحول رداءه فقلبه ظهرًا لبطنٍ”.
  • قال ابن قدامة رحمه الله من الأمور المستحبة أن يستقبل الخطيب القبلة أثناء الخطبة، وفقًا لما روى عبد الله بن زيد أن النبي ﷺ خرج يستسقى فتوجه إلى القبلة يدعو، وفي رواية أخرى قيل فحول إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو.
  • ووفقًا لما قيل عن الحكمة من قلب الرداء قال الإمام النووي أنها كناية عن التفاؤل، وتغيير الحال من القحط لنزول الغيث، وتغير ضيق الحال.

صفة صلاة الاستسقاء إسلام ويب

قال ابن قدامة أن الصلاة ليست لها وقت معين ولكن شرط ألا تقام الصلاة في وقت مكروه، ولقد قال الإمام النووي أن في وقت صلاة الاستسقاء ثلاثة أوجه هما كالآتي:

  • الأول تقام وقت أداء صلاة العيد.
  • الثاني أول وقتها هو أول وقت صلاة العيد، وقد يمتد إلى وقت صلاة العصر.
  • الثالث والذي يرجح العلماء أنه الأصوب والصحيح أنه لا يوجد وجد محدد لصلاتها، بل يمكن أن تقام في كل وقت من الليل والنهار إلا وقت الكراهة، وهذا المنصوص عليه عند الشافعية.

أما فيما ذكر عن صفة صلاة الاستسقاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال، أن سيدنا محمد ﷺ صلى ركعتين كما كان يصلي العيد، وذكر جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يصلون أيضًا صلاة الاستسقاء بعدد تكبيرات سبعًا وخمسة، ولقد ذكر عن عبد الله بن زيد قال خرجنا مع رسول الله ﷺ في الاستسقاء فخطب، واستقبل القبلة، ثم دعا، فاستسقى وحول رداءه وصلى بهم.

خطبة صلاة الاستسقاء

عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي ﷺ يستسقي فتوجه إلى القبلة، يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة، وأيضًا ذكر عن ابن عبد البر رحمه الله، أن صلاة الاستسقاء سُنة ركعتان يجهر فيهما بالقراءة، وبهذا نكون قد وضحنا هل صلاة الاستسقاء جهرية أم سرية، أما فيما ذكر عن خطبة الاستسقاء:

  • ورد حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت “شكا الناس إلى رسول الله ﷺ قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى قال الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين”، وهذا يوضح أنه يمكن أن تكون الخطبة قبل الصلاة.
  • كما ورد أيضًا حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، خرج رسول الله ﷺ يومًا يستسقى، فصلى بنا ركعتين بلا أذانٍ ولا إقامة ثم خطبنا ودعا الله، وهذا أيضًا يوضح أن تكون الخطبة بعد الصلاة.

كيفية صلاة الاستسقاء ابن عثيمين

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله أن خطبة الاستسقاء قد تكون قبل الصلاة أو بعدها، ولكن يجب إذا كانت الخطبة قبل الصلاة لا يجوز على الإطلاق أن يخطب الإمام مرة أخرى بعد الصلاة، وكذلك إذا كانت الخطبة بعد الصلاة، يجب أن يدخل الإمام بالصلاة مباشرة بدون خطبة.

والجدير بالذكر أن من هنا اختلف العلماء على كيف تكون الصلاة، وهل ستكون مثل صلاة العيد لأن الإمام يخطب لها خطبتين، ولهذا قال الإمام النووي رحمه الله، من الأفضل تقديم الصلاة كصلاة العيد وخطبتها.

ولقد ذكر في الروض المربع “ثم يخطب خطبة واحدة، لأنه لم ينقل أن النبي ﷺ خطب بأكثر منها”.

كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية

قال الإمام الشافعي رحمه الله فيما ذكر عن كيفية الصلاة عند الشافعية حيث أنها تقام بدون أذان ولا إقامة، فقط الصلاة المكتوبة هي التي يؤذن فيها وتكون فيها إقامة، ولقد استند في هذا على أن صلاة الخسوف، العيدان، الاستسقاء وجميع صلاة النافلة لا يكون فيها أذان ولا إقامة.

دعاء صلاة الاستسقاء

ولقد ذكر عن رفع الأيدي وترديد دعاء الاستسقاء أن أنس رضي الله عنه حدثهم أن رسول الله ﷺ كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه، وقال أبو موسى دعاء النبي ﷺ ورفع يديه ورأيت بياض إبطيه.

ولهذا قام القرطبي بإيضاح أمر رفع اليدين عند صلاة الاستسقاء، حيث قال إن أنس رضي الله عنه، أنه كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، أي يقصد بهذا أنه لم يكن يبالغ في الرفع إلا في الدعاء، ولهذا قال حتى يرى بياض إبطيه، وإلا فقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في يوم بدر عند الدعاء.

ولقد أوضح الإمام النووي أن الرسول ﷺ دعا ورفع يديه في مواطن أخرى غير الاستسقاء، لذا يمكن القول إنه من الأمور المستحبة عند قول دعاء الاستسقاء، وتلك بعض من صيغ الدعاء المأثور الذي يمكن قوله في الاستسقاء:

  • اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، كما روى حديث أنس رضي الله عنه، فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال هذا الدعاء.
  • اللهم اسقنا غيثًا، مريئًا، نافعًا، غير ضار عاجلًا غير آجل، كما جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال فأطبقت عليهم السماء.
  • روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال “اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال فيسقون.

وعند سالم بن عبد الله عن أبيه، مرفوعًا أنه كان إذا استسقى قال” اللهم اسقنا غيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجللًا عامًا طبقًا سحًا دائمًا، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد، والبهائم، والجهد، والفتك، ما لا يشكو إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم أرفع عنا الجهد، والجوع، والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا”.