كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

صيام رمضان واجب على كل مسلم ومسلمة، ولكن الله يسر الأمر على الغير قادرين على الصيام، ووضع حدود مشروعة يمكن الأخذ بها كما قال في كتابه العزيز الحكيم﴿ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ﴾، ولكن ما هي كفارة العاجز عن الصيام في رمضان، ولمن تدفع الكفارة، وهل يجوز دفع كفارة الصيام دفعة واحدة، هذا ما نوضح تفاصيله الآن في السطور المقبلة.

كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

معنى الكفارة هي ما يستغفر به من الإثم أيًا كان صوم، صدقة، وكما هو معروفًا أنه يجب قضاء ما فات من صيام في شهر رمضان، إذا كان بسبب المرض العارض، أو السفر، ومن المستحب أن يكون قضاء القضاء قبل أن يأتي شهر رمضان في العام المقبل، ولقد ذكر العلماء أنه في حالة تأخير القضاء كفارة الصيام للعام المقبل بدون عذر، عليه إخراج كفارتين معًا الأولى للصيام والثانية كفارة التأخير، ولقد ذكر عن كفارات الصوم أنها كفارتين:

  • الأولى: كفارة كبرى وهي كفارة الجماع في نهار رمضان (فلا كفارة في صوم نذر أو قضاء).
  • الثانية: كفارة صغرى وهي التي تعرف بالإطعام أو الفدية.
  • الكفارة تقدر بــــ 600 جرام من قوت أهل البلد.

والجدير بالذكر أن كفارة الصيام ليست هي الفدية، لأنه قد يختلط الأمر على البعض، لأن الكفارة واجبة على من لا يستطيع صيام رمضان بدون عذر شرعي، أم فدية الصيام فهي تدفع لمن لديه عذر يمنعه عن الصيام وهي أيضًا واجبة.

لمن تدفع كفارة الصيام

فدية الصيام أو الكفارة تعتبر تعويضًا عن عدم القدرة على الصيام خلال شهر رمضان بإطعام مسكين واحد عن كل يوم، فمثلًا إذا لم يستطع الفرد صيام 29 يومًا أو 30 يومًا في رمضان ستكون كفارة العاجز عن الصيام في رمضان هي 29 أو 30 وجبة، ويجب معرفة أمرًا هامًا وهو على من تجب الكفارة أي من هم الذين يسمح لهم بدفع الكفارة:

  • الغير قادر على الصيام بسبب مرض مزمن.
  • التقدم في العمر.
  • إن كان الصيام يضر بالمرأة الحامل في شهور الحمل أو بالأشهر الأخيرة.
  • المرأة التي تقوم بالرضاعة إن كان الصيام سيؤثر على كمية اللبن الكافي لإرضاع طفلها.
  • إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان، ولا تجب على المرأة.
  • المسافر سفرًا طويلًا.
  • الحائض والنفساء.
  • من أفطر رمضان بسبب الجوع والعطش الشديد، في تلك الحالة يكون حكمه كالمريض.
  • الشيخ أو العجوز الذي لا يستطيع على الصيام أو إذا كان سيلحق به الصيام الأذى.

أما لمن تدفع كفارة الصيام فهي تصرف للمساكين والفقراء، وأيضًا بشروط منصوص عليها، حيث لا يجوز صرفها إلى الأصناف الثمانية التي تم ذكرها في آية الصدقات سورة التوبة (الآية رقم 60):

  • لا يجوز تقديم الكفارة قبل رمضان.
  • لا يجوز تعجيل الفدية يوم قبل دخول ليلته.
  • يجوز فقط دفع الفدية بعد فجر كل يوم، وأيضًا بعد غروب الشمس في ليلة كل يوم.
  • لا يجوز دفع فدية الصيام للمساكين للزوجة أو الأبناء أو الوالدين.
  • يجوز سداد الفدية للأقارب الغير ملزمين من الفرد بالنفقة، وذكر أنهم مفضلون عن غيرهم برًا بصلة الرحم.

كفارة الصيام للحائض

من شروط الصيام الطهارة، ولهذا فإن الحائض لا تصوم ووجب عليها القضاء، كما جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال “أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم”، ولهذا تفق العلماء أنه يجب على المرأة قضاء ما أفطرته من رمضان بسبب الحيض، حيث ورد في حدث عن معاذة بنت عبد الله العدوية قال: سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فقالت أحرورية أنت، قلت لست بحرورية، ولكني أسأل قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

ومن هنا نعلم أن كفارة الصيام للحائض هي صيام الأيام التي أفطرتها خلال شهر رمضان، بعد انقضاء الشهر الكريم، واليوم الأول من عيد الفطر، ويستحب قضائه قبل أن يأتي رمضان بالعام المقبل، وفي حديث روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت (كان يكون علي الصيام من شهر رمضان، فما أقضيه حتى يجيء شعبان).

وذكر العلماء أنه يجب على المرأة استئذان زوجها عند قضاء ما عليها من صوم في رمضان، خير لها ولزوجها كما قال رسول الله ﷺ لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه)، ولكن إذا ضاق عليه الوقت ولم يتوفر لديها متسعًا من الوقت وقد بقي أيام قليلة من شعبان بعدد الأيام التي يصومها، لا يلزم استئذان زوجها، وإذا صامت للقضاء لا يجوز للزوج إلزامها بالإفطار.

ما حكم من لا يصوم رمضان بسبب المرض

حكم من لا يصوم رمضان بسبب المرض، اجتمع العلماء على أمرًا أن المرض في حد ذاته عذر يبيح الفطر، ولكن اختلف بعضهم على طبيعة المرض الذي يبيح الفطر، على سبيل المثال إن كان الصوم سيزيد من تدهور الحالة الصحية أو يؤخر الشفاء، في تلك الحالة يجب على المريض الإفطار ولديه رخصة من الله في تلك الحالة.

أما قول المريض يفطر في المطلق لا يجوز على الإطلاق، لأن ليس الأمراض تستحق أن يفطر لها مثل الشعور بالصداع، الألم الطفيف، أما عن حكم من لا يصوم رمضان بسبب المرض فعليه القضاء إذا انقضى مرضه واسترد صحته وأصبح قادرًا على الصيام أو إخراج فدية إطعام مسكين عن كل يوم لم يستطيع صيامه.

كيفية كفارة الإطعام لمن أفطر في رمضان

كفارة الإطعام لمن أفطر في رمضان لها صفات وهي إطعام المساكين أو إعطاء قيمة الوجبة ويستخدم في تقدير الوجبة بالكيلو وهي كيلو إلا ربع أي ما يقدر بـــ 750 جرام، ولا فرق بين الفقير والمسكين، تقدم كفارة الصيام لهما، مع العلم أن العلماء أوضحوا أن المسكين أشد فقرًا من الفقير.

هل يجوز دفع كفارة الصيام دفعة واحدة

على مذهب الحنفية يجوز تقديم دفع كفارة الصيام في أول الشهر أي باليوم الأول من رمضان، ويجوز دفعها دفعة واحدة، إذا كان يعلم الفرد أنه لن يستطيع صيام الشهر الكريم بسبب عذر دائم، وأيضًا يمكن دفعها يومًا بيوم، ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال دفع كفارة الصيام قبل اليوم الأول من رمضان، وهذا ما أجمع عليه جميع الأئمة.

من لم يستطع دفع كفارة الصيام

ذكرنا بالسابق كل ما ورد عن كفارة الصيام جملة وتفصيلًا لإيضاح ما هي كفارة العاجز عن الصيام في رمضان، ولكن ما هو الحال لمن لم يستطيع دفع كفارة الصيام، وفقًا لما استند إليه العلماء أن من عجز عن كفارة الإفطار في رمضان سقطت عنه، وفي أحاديث أخرى قيل إنها تبقى في ذمته حتى يجد ما يخرج منه، وفي حديث أن النبي ﷺ أمر الإعرابي أن يطعم أهله، ولم يأمره بكفارة أخرى، ولا بين له بقاؤه في ذمته، ولقد اجتمع كلًا من الإمام أبي حنيفة، والشافعية، والمالكية على ذلك فيما اقتصرت رواية عن الإمام أحمد أنها تبقى في ذمته.